ما هي الحجامة؟

تُعتبر الحجامة إحدى أبرز وسائل الطب النبوي والطب البديل، وقد استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين في حضارات قديمة مثل مصر، الصين، والعرب. وقد أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
“إن أمثل ما تداويتم به الحجامة…”

◾️ أنواع الحجامة

1. الحجامة الجافة (Dry cupping):
   تعتمد على شفط الجلد دون إخراج دم، وتستخدم بشكل أساسي لتخفيف التشنجات والآلام العضلية.

2. الحجامة الرطبة (Wet cupping):
   بعد الشفط تُجرى خدوش صغيرة على الجلد لإخراج الدم الراكد، والذي يُعتقد أنه يحتوي على فضلات التمثيل الغذائي والسموم.

3. الحجامة المتحركة (Sliding cupping):
   تُستخدم فيها زيوت لتسهيل تحريك الكوب على الجلد، وتُستعمل غالبًا في تدليك العضلات العميقة وتحسين الدورة الدموية.

◾️ الآلية الفسيولوجية للحجامة

• تحفيز إفراز الإندورفينات: وهي مواد طبيعية تعمل كمسكنات للألم.

• تحفيز الجهاز العصبي الذاتي (Autonomic Nervous System): مما يُساعد في تنظيم ضغط الدم وتحسين عمليات الهضم.

• إزالة الشوائب الدموية والبلازما الراكدة: حيث يُعتقد أن الحجامه تُساهم في تخليص الدم من الخلايا الهرمة والبروتينات الزائدة والمواد الالتهابية.

• تنشيط الدورة اللمفاوية: مما يعزز مناعة الجسم ويساعد في تصفية السموم.

◾️ الفوائد الصحية المثبتة سريريًا

1. تخفيف الآلام المزمنة مثل آلام الرقبة، أسفل الظهر، والمفاصل (وفقًا لدراسة في Journal of Traditional and Complementary Medicine، الحجامه تقلل الألم بنسبة تصل إلى 60%).

2. علاج الشقيقة والصداع التوتري.

3. تحسين حالات الربو والحساسية الصدرية.

4. دعم علاج ارتفاع ضغط الدم كمكمل للعلاج الطبي.

5. تخفيف التهاب المفاصل الروماتويدي.

6. تعزيز الدورة الدموية وتحسين الوظائف الجنسية.

7. التخفيف من القلق والاكتئاب عن طريق تنظيم النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج.

◾️ الحجامة والرياضة

اعتمد العديد من الرياضيين المحترفين، مثل مايكل فيلبس، على الحجامه لتحسين الأداء الرياضي والتعافي السريع بعد التمارين. فهي تزيد من تدفق الأكسجين إلى العضلات وتقلل من تراكم حمض اللاكتيك.

◾️ التوصيات النبوية في توقيت الحجامة

• أفضل أوقات الحجامه هي أيام 17، 19، 21 من الشهر الهجري، وخاصة أيام الاثنين والثلاثاء والخميس.

• يُستحب إجراء الحجامه على الريق، مع تجنب الجوع الشديد أو الحجامه مباشرة بعد الأكل.

◾️ الأمان والآثار الجانبية

• تُعتبر الحجامه آمنة إذا أُجريت بواسطة متخصص مؤهل وباستخدام معقمات مناسبة.

• قد تظهر آثار جانبية مؤقتة مثل احمرار الجلد وكدمات دموية تستمر من 2 إلى 7 أيام.

◾️ موانع استخدام الحجامة

• مرضى النزف مثل الهيموفيليا.

• المصابون بأمراض جلدية نشطة.

• من يتناولون أدوية تمييع الدم.

◾️ أبحاث ودراسات داعمة

• دراسة في Complementary Therapies in Medicine (2020) أظهرت أن الحجامه تخفف الألم والالتهاب لدى مرضى الفايبروميالجيا.

• دراسة في BMJ Open (2018) بينت فعالية الحجامه في تحسين وظائف الرئة لمرضى الربو.

◾️ أخيرًا وليس آخرًا

تمثل الحجامه جسرًا بين تراثنا النبوي والعلوم الطبية الحديثة. وعلى الرغم من أنها ليست علاجًا سحريًا، إلا أن الحجامه أثبتت دورها في تحسين جودة الحياة، خصوصًا إذا أُجريت بوعي علمي وتحت إشراف طبي متخصص.

◾️ نصيحة أخيرة

ينبغي دمج الحجامه ضمن نمط حياة صحي متكامل يشمل تغذية متوازنة، نشاطًا بدنيًا، ونومًا منتظمًا لتحقيق أفضل النتائج.

خالص تحياتي
دكتور أحمد الشاعر
استشاري العلاج الطبيعي والتغذية
قصر العيني – جامعة القاهرة
مدير مركز هيلثي للعلاج الطبيعي والتغذية

اقرأ ايضاً :

ماذا يحدث للجسم عند الامتناع عن أكل الخبز ؟

العلاج الطبيعي أثناء الحمل و بعد الولادة

الموجات التصادمية في علاج الشوكة العظمية

دور العلاج الطبيعي في علاج التهابات الأذن الوسطى