هنساعدك تبدأ

healthy-food

صحتك في طعامك

وداعاً للآلام

رحلتي مع الإقلاع عن التدخين: من 2017 حتى اليوم مع الدكتور احمد الشاعر

رحلتي مع الإقلاع عن التدخين

رحلتي مع الإقلاع عن التدخين: من 2017 حتى اليوم مع الدكتور احمد الشاعر

بقلم: دكتور/ أحمد الشاعر

استشاري العلاج الطبيعي والتغذية – قصر العيني، جامعة القاهرة

مؤسس مراكز هيلثي للعلاج الطبيعي والتغذية في الخليج ومصر

هل تبحث عن الحرية الحقيقية؟ إليك خلاصة رحلة تحرير الإرادة

إذا كنت تقرأ هذه الكلمات الآن، فأنت لا تبحث فقط عن طرق للإقلاع عن التدخين. أنت تبحث عن شيء أعمق: استعادة السيطرة على حياتك وصحتك وقراراتك. هذا المقال ليس مجرد دليل نظري، بل هو شهادة حية وخلاصة تجربة شخصية بدأت من قلب “عبودية السيجارة” وانتهت إلى فضاء “الحرية والانضباط”. هنا، أشاركك ليس فقط “ماذا” تفعل، بل “لماذا” و”كيف”، بناءً على رحلتي مع الإقلاع عن التدخين التي غيرت مجرى حياتي المهنية والشخصية.

الفصل الأول: فهم العدو الحقيقي.. لماذا الإقلاع عن التدخين معركة إرادة؟

قبل أن نبدأ أي معركة، يجب أن نعرف عدونا جيدًا. التدخين ليس مجرد “عادة سيئة”، بل هو إدمان معقد يسيطر على كيمياء الدماغ والسلوكيات اليومية. النيكوتين، المادة الفعالة في التبغ، يخلق اعتمادًا جسديًا قويًا، بينما ритуаليات التدخين (مع القهوة، بعد الأكل، عند التوتر) تخلق اعتمادًا نفسيًا أشد ضراوة.

المشكلة الأكبر أن السيجارة تبيعك وهمًا بالراحة والتركيز، بينما هي في الحقيقة تسرق منك طاقتك الحقيقية، وتزيد من مستويات التوتر على المدى الطويل، وتجعلك أسيرًا لشيء يضرك مع كل نفس. فهم هذه الحقيقة هو الشرارة الأولى لأي رحلة ناجحة نحو التحرر.

ماذا يحدث في جسدك وعقلك؟

  • الاعتماد الجسدي: مستقبلات النيكوتين في دماغك تطلب المزيد باستمرار. عند غيابه، تبدأ أعراض الانسحاب المزعجة: الصداع، التوتر، وصعوبة التركيز.
  • الاعتماد النفسي: عقلك يربط بين التدخين وحالات معينة. تشعر أنك “لا تستطيع” أن تبدأ يومك أو أن تهدأ بعد موقف عصيب بدون سيجارة. هذا هو الوهم الأكبر الذي يجب كسره.
  • التأثير الصحي: كل سيجارة هي جرعة من آلاف المواد الكيميائية السامة التي تهاجم كل خلية في جسدك، من الرئتين والقلب إلى الجلد والأسنان. الضرر ليس مستقبليًا فقط، بل هو يحدث الآن.
رحلتي مع الإقلاع عن التدخين
رحلتي مع الإقلاع عن التدخين

الفصل الثاني: قصتي الشخصية – لحظة الصحوة التي غيرت كل شيء

لكي تفهم عمق التحول، يجب أن أصف لك نقطة البداية. قبل عام 2017، كنت أعيش ما يمكن تسميته “عبودية السيجارة”. كنت طبيبًا أقدم النصائح الصحية، وفي نفس الوقت، كنت أسيرًا لعادة تدمر الصحة. كانت السيجارة رفيقي اليومي الذي لا ينقطع، وكنت أتوهم أنها تريحني من ضغوط العمل والحياة.

لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا. كانت تسلب مني طاقتي، وتؤثر على مزاجي، وتخلق تناقضًا مؤلمًا بين ما أقوله وما أفعله. كانت رحلتي مع الإقلاع عن التدخين لم تبدأ بعد، بل كنت غارقًا في دوامة الإنكار.

🌟 لحظة الصحوة بفضل الله

في عام 2017، وفي لحظة صدق مع النفس، رزقني الله بفضلٍ منه صحوة قلب وعقل. كنت أجلس في عيادتي، أنظر إلى شهاداتي المعلقة على الحائط، ثم سألت نفسي سؤالًا هز كياني:

«كيف أكون استشاري علاج طبيعي وتغذية، وأرشد الناس للانضباط الصحي في الأكل والشرب والنشاط البدني… وأنا نفسي مدخن؟»

في تلك اللحظة، أدركت أني لن أكون مُلهِمًا حقيقيًا لمرضاي، ولن أكون القدوة التي أتمناها لأبنائي، إلا إذا كنت أنا نفسي النموذج الذي أطلبه منهم. القوة لا تكمن في الكلام، بل في الفعل. أفضل وسيلة للإرشاد هي تقديم القدوة العملية، لا الأوامر الكلامية.

من هنا بدأت رحلتي مع الإقلاع عن التدخين. كان قرارًا صارمًا وحاسمًا: إقلاع تام وفوري. بلا بدائل نيكوتين، بلا أدوية، وبلا تدريج. فقط بفضل الله أولًا، ثم بقوة العزيمة والرغبة الصادقة في أن أكون أفضل نسخة من نفسي.

الفصل الثالث: استراتيجية التحرر – الخطة العملية التي اتبعتها

الإقلاع عن التدخين ليس مجرد قرار، بل هو خطة عمل متكاملة. لم أترك الأمر للصدفة، بل بنيت نظامًا جديدًا ليحل محل النظام القديم الذي كانت السيجارة محوره. هذه هي الاستراتيجية التي حولت القرار إلى واقع مستمر.

1. قرار قاطع وهدم للجسور

الخطوة الأولى والأهم كانت اتخاذ قرار لا رجعة فيه. تخلصت من كل السجائر والولاعات وطفايات السجائر. أعلنت قراري لعائلتي وأصدقائي المقربين، ليس لطلب الدعم فقط، بل لأضع نفسي تحت رقابة اجتماعية إيجابية تجعل التراجع أصعب.

2. بناء عادات بديلة قوية

أدركت أن الفراغ الذي تتركه السيجارة يجب أن يُملأ بشيء إيجابي وقوي. لم أكتفِ بالامتناع، بل قمت بالبناء:

  • الرياضة كمتنفس: بدأت ممارسة رياضة الكيك بوكسنج 3 مرات أسبوعيًا. كانت هذه الرياضة هي المنفذ المثالي لتفريغ التوتر والطاقة السلبية التي كنت أفرغها سابقًا في التدخين. العرق كان أفضل بديل للنيكوتين.
  • تغيير النظام الغذائي: تزامن إقلاعي عن التدخين مع ثورة في نظامي الغذائي. أوقفت السكر المضاف والقمح تمامًا. هذا لم يساعد فقط في تجنب زيادة الوزن الشائعة بعد الإقلاع، بل ساهم في استقرار طاقتي ومزاجي بشكل لا يصدق.
  • كسر الروتين المرتبط بالتدخين: كنت مدمنًا على القهوة (حتى 10 فناجين يوميًا). أوقفتها تمامًا، واستبدلتها بالماء والمشروبات العشبية. هذا القرار كسر أحد أقوى الروابط النفسية مع السيجارة.

3. التعامل مع أعراض الانسحاب والرغبة الملحة

لن أكذب عليك، الأيام والأسابيع الأولى لم تكن سهلة. كانت هناك لحظات من الرغبة الشديدة والتوتر. لكنني كنت مستعدًا لها. كنت أستخدم تقنيات بسيطة وفعالة:

  1. التنفس العميق: عند الشعور بالرغبة، كنت أتوقف وآخذ 5 أنفاس عميقة وبطيئة. هذا يهدئ الجهاز العصبي ويزود الدماغ بالأكسجين.
  2. شرب الماء: كوب من الماء البارد كان يساعد في إشغال الفم واليدين وتخفيف الرغبة.
  3. الحركة: بدلًا من الاستسلام للرغبة، كنت أتحرك. أصعد وأنزل السلالم، أو أخرج للمشي لدقائق. تغيير المكان والنشاط يكسر حلقة التفكير في السيجارة.
  4. التذكير بالهدف: كنت أذكر نفسي باستمرار بالسبب الذي بدأت من أجله: صحتي، أبنائي، مصداقيتي كطبيب. هذا “اللماذا” القوي كان وقودي في اللحظات الصعبة.

كانت هذه الاستراتيجية هي أساس نجاح رحلتي مع الإقلاع عن التدخين، وهي قابلة للتطبيق من أي شخص لديه العزيمة الصادقة.

الفصل الرابع: الحصاد – كيف تغيرت حياتي بعد التحرر من السيجارة؟

الإقلاع عن التدخين لم يكن مجرد تحسين للصحة الجسدية، بل كان تحولًا شاملاً أثر على كل جانب من جوانب حياتي. الفوائد التي حصدتها كانت أعمق وأكبر بكثير مما توقعت.

المرحلة الوضع السابق (قبل 2017) النتيجة (بعد 2017)
الصحة الجسدية تدخين يومي، قهوة مفرطة، سكر وقمح، وزن زائد، خمول. حرية كاملة من التدخين، طاقة عالية، لياقة بدنية، وزن مثالي.
الحالة النفسية عصبية، تقلبات مزاجية، شعور بالذنب. سيطرة على الغضب، اتزان داخلي، هدوء، ثبات.
القدرة على القرار قرارات متسرعة أحيانًا تحت تأثير التوتر. رجاحة في القرار، تفكير أوضح، رؤية أعمق للأمور.
الجانب الروحي تشتت في العبادة، صعوبة في الخشوع. صفاء ذهني انعكس على العبادة، خشوع أكبر، قرب من الله.

لم أعد رهينة لنوبات عصبية مرتبطة بالحاجة للنيكوتين. أصبحت أكثر صبرًا وهدوءًا في التعامل مع ضغوط الحياة. هذا الصفاء الجسدي انسحب بشكل مباشر على صفاء العبادة والخشوع، فشعرت بقرب أكبر من الله. إنها حقًا رحلة تحرير شاملة للإرادة والروح.

الفصل الخامس: من التجربة إلى الرسالة – كيف أستخدم قصتي لمساعدة الآخرين

بعد نجاح رحلتي الشخصية، لم يعد الإقلاع عن التدخين مجرد إنجاز شخصي، بل تحول إلى رسالة ورؤية. أدركت أن أقوى أداة أمتلكها لمساعدة مرضاي وأبنائي ليست الشهادات العلمية، بل هي قصة التحول الحقيقية هذه.

خطتي لإرشاد المرضى

  • القدوة العملية: أعيش ما أنصح به (لا تدخين، لا سكر، لا قمح). هذا يبني مصداقية فورية وثقة لا تقدر بثمن.
  • النموذج الملهم: أشارك قصتي الواقعية معهم. عندما يرون أن التغيير ممكن لشخص كان في نفس مكانهم، يشعرون بالأمل والتحفيز.
  • الانضباط الشامل: جلسات العلاج الطبيعي والتغذية التي أقدمها في مراكز هيلثي أصبحت مرتبطة بروتيني الشخصي، مما يحفزهم على الالتزام.

خطتي لإرشاد أبنائي

  • التربية بالقدوة: أفضل من ألف أمر. يرون انضباطي في الغذاء والرياضة فيستلهمونه بشكل طبيعي.
  • البديل الصحي: نخلق ذكريات إيجابية عبر الأنشطة الرياضية المشتركة، فتصبح الرياضة هي المتعة وليس العادات السلبية.
  • الحوار الصادق: أحكي لهم عن رحلتي وأخطائي السابقة بصدق. هذا يبني لديهم وعيًا مبكرًا ويساعدهم على اتخاذ خيارات أذكى.

الفصل السادس: دراسات علمية تدعم قوة القرار ونمط الحياة الصحي

تجربتي الشخصية ليست مجرد قصة، بل هي انعكاس لما تؤكده آلاف الدراسات العلمية حول العالم. الإقلاع عن التدخين واعتماد نمط حياة صحي له تأثيرات فسيولوجية ونفسية مثبتة.

تشير دراسة نشرت في مجلة “The New England Journal of Medicine” إلى أن الإقلاع عن التدخين قبل سن الأربعين يقلل من خطر الوفاة المرتبطة بالتبغ بنسبة تصل إلى 90%. كما أظهرت أبحاث من “الجمعية الأمريكية للقلب” أن خطر الإصابة بنوبة قلبية ينخفض بشكل كبير خلال العام الأول فقط من الإقلاع.

وعلى الصعيد النفسي، وجدت دراسة تلوية (Meta-analysis) نشرت في “المجلة الطبية البريطانية (BMJ)” أن الإقلاع عن التدخين يرتبط بانخفاض ملحوظ في أعراض القلق والاكتئاب والتوتر، مع تحسن في المزاج العام ونوعية الحياة. هذا يدعم بقوة ما شعرت به من اتزان نفسي وهدوء بعد أن أكملت بنجاح رحلتي مع الإقلاع عن التدخين.

وفي السياق المحلي بالمملكة العربية السعودية، تُظهر مبادرات “برنامج مكافحة التدخين” التابع لوزارة الصحة السعودية نجاحًا كبيرًا في زيادة الوعي وتقديم الدعم، مما يؤكد أن المجتمع والبيئة المحيطة يلعبان دورًا حاسمًا في تشجيع الأفراد على اتخاذ هذه الخطوة المصيرية.

لماذا تثق في هذه النصائح؟

هذا الدليل ليس مجرد تجميع لمعلومات عامة. إنه خلاصة خبرة تمتد لسنوات كاستشاري علاج طبيعي وتغذية، ومؤسس لمراكز هيلثي الرائدة في مصر والخليج، والأهم من ذلك، هو نتاج تجربة شخصية حقيقية وصادقة. أنا لا أقدم لك نصيحة من برج عاجي، بل أشاركك طريقًا مشيت فيه بنفسي، بكل تحدياته وانتصاراته. هذه هي مصداقية التجربة التي تضاف إلى الخبرة العلمية.

الأسئلة الشائعة حول الإقلاع عن التدخين

+
هل سيزيد وزني حتمًا بعد الإقلاع عن التدخين؟

هذا من أشهر المخاوف وهو ليس حتميًا على الإطلاق. زيادة الوزن تحدث غالبًا بسبب استبدال السيجارة بالطعام، خاصة السكريات. من خلال تجربتي، عندما قرنت الإقلاع بتغيير نمط الحياة (إيقاف السكر والقمح وبدء الرياضة)، لم أواجه أي زيادة في الوزن، بل تحسنت لياقتي وصحتي بشكل عام. المفتاح هو الاستبدال الذكي: استبدل العادة السلبية بعادة إيجابية صحية.

+
كم من الوقت تستمر أعراض الانسحاب؟

الأعراض الجسدية الشديدة تبلغ ذروتها خلال الأيام الثلاثة الأولى عادة، ثم تبدأ في التلاشي تدريجيًا خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع. أما الرغبة النفسية فقد تظهر على فترات متقطعة لأشهر، لكنها تصبح أقل حدة وأقصر مدة مع الوقت. كل مرة تتغلب فيها على الرغبة، تصبح أقوى وتصبح هي أضعف.

+
هل الإقلاع المفاجئ أفضل أم التدريجي؟

من خلال تجربتي الشخصية، وجدت أن القرار الحاسم والإقلاع الفوري (Cold Turkey) كان الأكثر فعالية لأنه لم يترك مجالًا للمساومة مع النفس. ومع ذلك، تختلف الاستجابات من شخص لآخر. الأهم هو اختيار الطريقة التي تؤمن أنك ستلتزم بها. سواء كان قرارًا فوريًا أو خطة تدريجية، العنصر الحاسم هو الالتزام الصارم بالخطة.

+
ماذا أفعل إذا تعرضت لانتكاسة ودخنت سيجارة؟

الانتكاسة ليست فشلاً، بل هي درس. لا تجعل سيجارة واحدة تدمر كل تقدمك. إذا حدث ذلك، لا تستسلم للشعور بالذنب. قم بتحليل الموقف: ما الذي أدى إلى هذه الانتكاسة؟ كيف يمكنك تجنب هذا الموقف في المستقبل؟ ثم تخلص من السجائر فورًا، وجدد التزامك بقرارك. رحلتي مع الإقلاع عن التدخين لم تكن خالية من التحديات، لكن القوة تكمن في النهوض بعد كل عثرة.

رسالة أخيرة لكل من يطمح للحرية

الإقلاع عن التدخين ليس مجرد “تحسين للصحة”، بل هو تحرير للإرادة وإعلان سيطرة على حياتك. إنه قرار يعيد لك القوة التي سلبتها منك السيجارة. أفضل وسيلة لإرشاد نفسك ومن حولك هي أن تكون أنت بنفسك النموذج الذي يحتذى به.

صدقني من واقع تجربة… الحرية التي ستشعر بها ألذ وأعمق وأكثر إشباعًا من أي سيجارة دخنتها في حياتك. ابدأ رحلتك اليوم، استثمر في أغلى ما تملك: صحتك وإرادتك.

إذا شعرت أن التحدي أكبر من قدرتك على مواجهته بمفردك، تذكر أن طلب المساعدة هو علامة قوة. بصفتي متخصصًا مر بنفس التجربة، يسعدني في مراكز هيلثي أن أقدم لك الدعم والإرشاد اللازمين لتصميم خطة تتناسب مع حالتك، ليس فقط للإقلاع عن التدخين، بل لتبني نمط حياة صحي ومتكامل.

خدمات اخرى :

كيف تقلع عن التدخين نهائيًا؟          كيفية الإقلاع عن الشاي والقهوة          علاج مقاومة الإنسولين

لماذا لا بد من الإقلاع التام عن منتجات القمح؟          برنامج تدريبي علمي لزيادة القوة والتحمل

إشترك في قائمتنا البريدية

ضع إيميلك الشخصي ليصلك كل جديد من نصائح الدكتور أحمد جمال الشاعر

شارك هذه النصائح مع أصدقائك

تابع مركز هيلثي للعلاج الطبيعي والتغذية من خلال السوشيال ميديا